نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

دعم ومساندة القيادة للجودة الشاملة

يعتبر دعم ومساندة الادارة العليا لإدارة الجودة الشاملة من اهم ان لم يكن الاهم على وجه الاطلاق في نجاح مشروع الجودة الشاملة في اي مؤسسة او منشأة, وهو بمثابة حجر الاساس في بناء صرح الجودة, ولا يمكن ان نتصور بأي حال من الاحوال تطبيق اي برنامج او مبادرة للارتقاء بمستوى الاداء دون مساندة كاملة وفاعلة من الادارة العليا.
فالجودة وفقا للمنظور الاداري تعني التغيير الى الافضل, وهذا بلا شك ينطوي بالضرورة على اتخاذ العديد من الاجراءات والخطوات من اجل تحقيق الجودة المطلوبة. فمن يملك احداث مثل تلك التغييرات داخل المؤسسة او المنشأة سوى مديرها؟ وعلى هذا فان لم يقدم هذا المدير الدعم والمساندة الكاملين لتحقيق الجودة داخل ادارته فسوف تذهب كل الجهود من توصيات وغيرها ادراج الرياح.
لذا يمكن القول: ان الجودة لا يمكن ان تتم الا من قمة الهرم التنظيمي ولن يستطيع احد ان يزعم تحقيق الجودة الشاملة في ظل غياب او نقص الدعم لجهود الجودة من القمة. فالقمة هي التي تهيئ البيئة المناسبة لاستنبات الجودة ورعايتها وتحسينها وتطويرها.
والحقيقة ان الذين يعتقدون ان تحقيق الجودة الشاملة ليس بالضرورة ان يبدأ من القمة قد جانبهم الصواب, على اعتبار ان الجودة الشاملة ليست برنامجا محددا او منفصلا ينطلق من احد الافراد او الادارات, بل هي قرار استراتيجي هدفه طويل الاجل ينبع من اقتناع وايمان الادارة العليا بضرورة التحسين والتطوير المستمرين.
ان ادخال الجودة الشاملة في المؤسسة يتطلب اعادة تشكيل ثقافة تلك المؤسسة. فثقافة الجودة تختلف اختلافا جذريا عن الثقافة الادارية التقليدية, وبالتالي يلزم ايجاد هذه الثقافة الملائمة لتطبيق مفهوم ادارة الجودة الشاملة وذلك بتغيير الاساليب الادارية التقليدية من التوجيه والتحكم الى المشاركة والتمكين وايجاد المناخ المشجع للابداع والتفوق.
وادارة الجودة الشاملة هي في الحقيقة ثقافة, فسلوك, فممارسة وتطبيق. وتبعا لذلك فانه من الضروري النظر اليها - اي ادارة الجودة الشاملة - على انها نظام جديد محسن ومطور للادارة يتسم بالديمومة وطول المدى. ومن المعلوم ان هذه النظرة لايمكن ان تحدث ما لم تكن هناك قناعة راسخة من الادارة العليا بأهمية ودور ادارة الجودة الشاملة من اجل تفعيل ممارسات الجودة تفعيلا يكتب له النجاح والبقاء.
ولهذا فان الدعم والمساندة من الادارة العليا يتمثل اولا في الاعلان عن تطبيق ادارة الجودة الشاملة امام جميع العاملين على كافة المستويات.
وهنا تنتقل عدوى الحماس ويبدأ التحدث بها وممارستها تلقائيا دون حاجة الى اشراف اداري لصيق او سليط على مؤدي الخدمة.
من ناحية اخرى فان ترجمة دعم ومساندة الادارة العليا للجودة الى افعال وممارسات يمثل جانبا في غاية الاهمية عن مدى التزام الادارة العليا بأهمية الجودة, وارسال اشارات واضحة وايجابية الى كافة العاملين مما يسهم في بناء وترسيخ ثقافة الجودة الشاملة في المؤسسة.
وفيما يلي بعض السمات والممارسات التي تقوم بها الادارة العليا لاظهار دعمها ومشاركتها الحقيقية في رحلتها للجودة الشاملة, اهمها ما يلي:
  • تعلم مفاهيم ومهارات الجودة والتدريب عليها.
  • المشاركة الفاعلة في عضوية واجتماعات لجان وفرق تحسين الجودة.
مراجعة المعلومات والبيانات المتعلقة بالجودة وارضاء المستفيدين.
 قيادة الجهود الخاصة بالتخطيط للجودة.
تخصيص الموارد البشرية والمادية المناسبة للجودة.
 التحدث والعمل بلغة الجودة.
 تقدير جهود العاملين في الجودة.
وللتأكيد على اهمية دعم القيادة في انجاح وتحقيق الجودة المطلوبة, فقد اولت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - هذا الجانب جل عنايتها واهتمامها, وليس ادل على ذلك من تبني المبادرات التالية, ومنها على سبيل المثال:
صدور المرسوم الملكي بانشاء جائزة الملك عبدالعزيز الوطنية للجودة.
 رعاية صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد, نائب رئيس مجلس الوزراء, رئيس الحرس الوطني - حفظه الله - المؤتمر الوطني الاول للجودة في شهر ربيع الاول 1425هـ والذي يتناول في محاوره قضايا الجودة في كافة القطاعات الحكومية والقطاعات الاهلية وشبه الحكومية.
تبني صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية - حفظه الله - جائزة سموه للاداء الحكومي المتميز, وموافقته على انشاء (مركز الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة) والذي يحظى برئاسة سموه الفخرية.
 انشاء اللجنة الوطنية السعودية للجودة للمساهمة بالتوعية واهمية تبني مفاهيم الجودة واساليبها وتقنياتها.
لذا يمكن القول: انه لكي تتحول الجودة الى ثقافة تتم ممارستها من كافة العاملين في المؤسسة, يتطلب الامر قناعة ودعما مستمرين من الادارة العليا بالجودة, ولايكفي فقط التركيز على تطبيق معايير الجودة واعتبارها هدفا في حد ذاته. فالجودة هدف متغير ورحلة مستمرة وليست محطة وصول, ومن هنا يأتي بناء وترسيخ ثقافة الجودة الشاملة من الادارة العليا ضمانا - باذن الله - لاستمرار ونجاح نظام ادارة الجودة الشاملة.
د. عبدالرحمن المديرس


أسعدني كثيرًا مروركم وتعطيركم هذا الموضوع ، وردكم المفعم بالحب والعطاء ، فدمتم ، ولكم تقديري واحترامي