نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الجودة في أصلها الإسلامي

تعتبر الجودة مدخلا استراتيجيا لأفضل إنتاج وخدمة وهي بمثابة التزام نحو أداء الأعمال بشكل صحيح من أول مرة  وهي عملية  وقائية  ومستمرة وتركز على العميل وكذلك العمليات والنتائج معا . وتُعد أحد  المفاهيم المهمة والتي  برزت في عصرنا الحديث ، إلا أن الاهتمام بها ليس حديثًا وإنما  له جذور  تاريخية بعيدة ، فلقد حث الإسلام على بناء مجتمع قوي متماسك من خلال الإتقان والإخلاص في العمل، وتنمية الرقابة الذاتية تحقيقاً للجودة في أداء الأعمال. وكثير من الآيات القرآنية الكريمة تعزز الالتزام بالجودة والإتقان في العمل بدافع إيماني، قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ [التوبة: 105]، وجاء في الحديث الشريف   «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».       
من هنا فإننا مطالبين بإعطاء المثل الأعلى في الإتقان والجودة ، نحن مطالبون بأن نتقن عبادتنا وأخلاقنا وأعمالنا، وأن نحسن في أقوالنا وأفعالنا وخطابنا وأدائنا، وأن نتميز في موافقنا وسياساتنا وعلاقاتنا.. وأن نتطور في تخطيطنا وتنظيمنا وإدارتنا، وأن نتقدم في إنتاجنا وعطائنا.
قد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الإسلام – عقيدة وشريعة وأخلاقاً – وكفلسفة للكون والإنسان والحياة، هو كمال الجودة وتمامها.. ومن خلال ذلك نفهم البعد اللانهائي في قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً[ (المائدة : 3)
وكيف لا يكون الإسلام كمال الجودة والإبداع وهو دين الله ]بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117)(البقرة).
فالجودة مطلب شرعي، والإحسان هو الإتقان، أو بلغة اليوم هو الجودة، وهي أداء العمل بإحكام، لنتأمل ما قاله الله تعالى:(صنع الله الذي أتقن كل شيء، إنه خبير بما تفعلون)90النمل (   لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)4 التين.  لذلك فإنه من البديهي أن يدعو المبدع إلى الإبداع وأن يحض المحسن إلى الإحسان.. وهذا شأن منهج الله في دعوته الإنسان إلى الجودة والإبداع والإحسان.. وصدق الله تعالى حيث يقول: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِن (النساء : 125) ، وفي الخطاب النبوي دعوة واضحة بينة إلى الجودة والإتقان والإبداع والإحسان.. مثال ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن" رواه البيهقي.. وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" للبيهقي،.  ومحاولة الوقوف عند الكلمات
يتضح لنا أن الإتقان والإحسان، أو بلغة اليوم الجودة هي مطالب شرعية واقعية  ،" والإتقان يعنى الجودة في أكمل صورها .


السابق
هذ أخر موضوع
أسعدني كثيرًا مروركم وتعطيركم هذا الموضوع ، وردكم المفعم بالحب والعطاء ، فدمتم ، ولكم تقديري واحترامي